تراجعت مؤشرات نيكاي وتوبكس اليابانية بشكل ملحوظ مع افتتاح الأسواق يوم الاثنين، عقب فوز شيجيرو إشيبا في انتخابات زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي. يأتي هذا التراجع على خلفية تصريحات إشيبا التي أشار فيها إلى دعمه لاستقلالية بنك اليابان ومواصلة سياسات رفع الفائدة بشكل تدريجي، مؤكدًا أن اليابان بحاجة إلى الخروج من حالة الانكماش الاقتصادي.
وفي أسواق أخرى، شهدت الأسهم الأسترالية انخفاضًا طفيفًا، في حين كانت العقود الآجلة للأسهم في هونغ كونغ مستقرة. وعلى الجانب الآخر، ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة طفيفة. لكن المفاجأة الكبرى جاءت من سوق خام الحديد في سنغافورة، حيث قفزت العقود الآجلة بنسبة 8% بعد أن أعلنت مدن رئيسية مثل شنغهاي وقوانغتشو وشنتشن عن تخفيف القيود المفروضة على شراء العقارات، في محاولة لدعم قطاع العقارات المتعثر في الصين.
تأتي هذه التحركات في وقت يدخل فيه العالم الربع الأخير من العام وسط تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية، خاصة بعد إطلاق الصين حزم تحفيز اقتصادية لدعم النمو. كما بدأت البنوك المركزية في العديد من الدول، من بينها إندونيسيا وأوروبا والولايات المتحدة، في خفض أسعار الفائدة لدفع عجلة الاقتصاد.
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته Bloomberg Markets Live Pulse، من المتوقع أن تستمر الأسهم الأمريكية في التفوق على سندات الخزانة خلال الفترة المتبقية من العام، في حين يفضل المستثمرون الأسواق الناشئة على المتقدمة.
من جهة أخرى، تترقب الأسواق الصينية تقلبات حادة يوم الاثنين مع صدور بيانات النشاط الاقتصادي، وهي آخر جلسة تداول قبل إغلاق الأسواق بمناسبة عطلة "الأسبوع الذهبي". كان مؤشر CSI 300 قد سجل الأسبوع الماضي أفضل أداء له منذ عام 2008، مما دفع بورصة شنغهاي إلى إجراء اختبارات تحمل بالتعاون مع شركات الوساطة للتعامل مع ارتفاع حجم التداول.
يتزايد الطلب على الأصول الصينية بعد أن عززت الحكومة جهودها لدعم النمو الاقتصادي، متعهدة بزيادة الإنفاق المالي واستقرار سوق العقارات. وفقًا لستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة Eurizon SLJ Capital، هناك احتمالية كبيرة أن تشهد الأسهم الصينية واليوان والسندات الحكومية "ارتفاعًا قويًا" مع عودة المستثمرين إلى هذه الأصول.
ومع ذلك، قد تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلى تراجع شهية المستثمرين عالميًا، حيث ارتفعت أسعار النفط في بداية تداولات الأسبوع وسط مخاوف من التصعيد بعد مقتل زعيم حزب الله، حسن نصرالله، في غارة جوية إسرائيلية على مقر الحزب في بيروت. جاء الهجوم بعد أيام من محاولات دبلوماسية من الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية لتخفيف التوترات ومنع هجوم بري إسرائيلي على جنوب لبنان.
ورغم التحذيرات الإيرانية من "تصعيد خطير"، لم يتعهد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان برد مباشر وفوري على إسرائيل، مكتفيًا بالتحذير من "العقاب المناسب" في الوقت المناسب.
وبالنسبة للأسواق، يبقى التركيز على ما ستفعله إيران، وفقًا لمحللة الأسواق في Danske Bank مينّا كوسستو، التي قالت في مذكرة للعملاء: "اندلاع حرب واسعة النطاق في لبنان سيكون بمثابة حرب جديدة على أعتاب أوروبا، لكن الأسواق ستظل متجاهلة للتداعيات الإنسانية طالما استمرت تجارة النفط دون انقطاع."
هذا الأسبوع، سيتابع المستثمرون عن كثب بيانات مؤشر مديري المشتريات الرسمية وغير الرسمية في الصين، قبل إغلاق الأسواق بسبب عطلة "الأسبوع الذهبي". كما ستصدر بيانات التضخم والنشاط الصناعي في منطقة اليورو، بينما ينتظر تقرير الوظائف الأمريكية يوم الجمعة لتقييم الخطوات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيض أسعار الفائدة حتى نهاية العام.